بيداغـــوجيا الإنــتاج Productive pedagogy
تعتبر
بيداغوجيا الإنتاج مقاربة جديدة A new approach و منهجا حديثا في حقل
التدريس، يروم إعادة تشكيل تقنيات التدريس المألوفة قصد الانتقال من نموذج
نظري إلى نموذج عملي Workable model يركز أكثر على جودة تعليمية تعلمية
عالية المستوى لدى المتعلمين، فضلا عن تحسين نتائج التعلم.
مع كل
مطلع سنة دراسية جديدة، تفرض على الممارسين البيداغوجيين طريقة جديدة
للتفكير (..) كصنافات التفكير عند " بلوم " Thinking Bloom’s taxonomy و
القبعات الست للتفكير عند " دي بونو " Bono’s Six Thinking Hats أو
الذكاءات المتعددة لدى " غاردنر " Gardner’s .. و مع ذلك، فتلك المقاربة
المتصفة بالحداثة و التي من شأنها شد انتباه التربويين، ليست جديدة على
الإطلاق، حيث لا توجد نظريات جديدة للتعلم أو مفاهيم مستفزة متجادل أو
متصارع حولها.
و بدلا من ذلك، فبيداغوجيا الإنتاج تزاوج بين
الاهتمام بالتطبيقات المدرسية الموجودة سلفا، و العمل على توجيه تركيز
الممارسين البيداغوجيين نحو العناصر الحيوية The vital elements للفعل
التعليمي التعلمي لدى المتعلمين. تقول الأستاذة " جيني غور " Jenny Gore "
من جامعة " نيوكاسيل " Newcastele ( إن بيداغوجيا الإنتاج توجه انتباه
المدرسين إلى ما يهم فعلا في مساعدة المتمدرسين على التعلم.. في ما مضى،
أفرطنا في التركيز على أشياء معينة، مثل التعلم البيئي The learning
environment، المهارات النوعية Specific skills، المنهاج، و كل التفاصيل
التي تدخل في نطاق فعل التدريس. لكننا اتجهنا إلى إغفال الصورة الكبيرة-
التركيز على التحدي، والتعلم المتطلب لعناية كبيرة Demanding learning
لجميع المتعلمين نظريا و فكريا.)
لهذا السبب فبيداغوجيا الإنتاج
هي بيداغوجيا مختلفة عن باقي البيداغوجيات الأخرى. حيث أنها تتميز
بالشمولية و لا تتركز فقط على مظهر واحد من مظاهر التدريس Aspect of
teaching، إنها تتطلب الكثير من الاهتمام إلى العديد من الجوانب الأساسية
للتدريس.
هذه الجوانب مصنفة إلى أربع أبعاد:
جودة الفكر Intellectual quality
الصلة ( أو الترابط ) Relevance ( or connectedness )
الدعامة الاجتماعية لبيئة الفصل الدراسي Socially supportive classroom environment
الاعتراف بالاختلاف Recognition of difference
غني
عن البيان، أن بيداغوجيا الإنتاج، في جوهرها، تأخذ التقنيات و المفاهيم
التعليمية القائمة و تجمعها في هذا النموذج البسيط, لتوضيح هذا الأمر
ببساطة، فبيداغوجيا الإنتاج يبدو أنها تركز أساسا على أن لا يكون لها أي
تأثير حقيقي، و مع ذلك، فهي تعتبر مقياسا تقييميا و تقويما بيداغوجيا لهذه
العوامل التي تجتمع مع الرفع من وتيرة وعي المدرسين بأنجع الأساليب
الديداكتيكية التي تسهم في نجاح البرنامج الدراسي.
_ يقتضي تحسين
جودة الفكر، الاعتراف بأن المعرفة ليست بمثابة معلومات ثابتة الهيئة Fixed
bady، بل إنها تشجع، نوعا ما، المتعلمين على التفكير، باعتماد نظام عال من
التفكير Higher-order، و من تم تتشكل مقاربة إشكالية المعرفة، تلك
المقاربة التي تتطلب أفكارا متصلة و حججا، بدلا من " إعطاء " " TO GIVE "
مجرد نهج.
" إنها تأكد على ضرورة توريط المتعلمين في عمل تعلمي
Learning work يتعلمون من خلاله جملة من التعلمات، بدلا من إقحامهم في
بؤرة عمل يشغلهم فقط Busy work " تقول (جيني غور) " Jenny Gore " و تضيف "
لكن الأهم من ذلك كله، هو إشراك المتعلمين في أفق استلهام زمرة من الأفكار
الكبيرة Big ideas و إظهار مجموعة من الاستيعابات المعقدة Complex
understandings ".
_ يعتبر بعد الصلة أو الترابط، مجرد مساعدة
المتعلمين على خلق مساحات علائقية بين مختلف جوانب التعلم المدرسي، فضلا
عن صنع قنوات تواصلية بين تجاربهم و معارفهم السابقة و العالم الخارجي (
أي ما بعد المدرسة ).